الاثنين، 14 فبراير 2011

رسـالة غـير موجهة .

\.





ترددتُ كثيراً لكتابة هذه الرسالة , فلا بريد أملك لإرسالها إليه ! نادتني بعض النوايا بأن اخط أول حرف مع أول شعور يستجد على فؤادي ؛ فكان شعور بالبرد , و ببعض الرتابة . لا إحساس جديد , كلها مشاعر قديمة تعيش معي مذ ميلادي , حتى الأماني فهي غافية مذ وقت على عتبة الحكايات التي سردتها على مسامعي جدتي – رحمها الله .
سألت الحرف لم ينصاع لي ؟ أخبرني بأنها أقدار قد رسمت سالفاً و قبل الأوان . يا لبؤسي حتى الحرف لم يك بمحض إرادته مرافقتي ؛ هأنا أحررك . . فأنا لا أحب انقياد الضعف لجبروتي , كل ما أحب أن تكون كفتي الميزان متساوية بذات القيمة و الصنف .
في السطر الثامن من رسالتي المزعومة رغبت بأن تولد رواية جديدة لا يعبث بها القراء الأوفياء لتتبع الرسائل المتشردة , أحببت أن تكون أسطري منفرة لكل عابثأخرق لا يجيد التعامل معي و رسالتي. لم استطع إتمام الأسطر فالحياة لا تدرك معنى التصالح الذي عقدته مع ذاتي , كان تصالحي مختلفاً فلم يجود على قلبي بنبضة روح أخرى تشعر بأنه على قيد الحياة.
الغريب في رسالتي هذه بأنها أخبرتني : "بأني اجتزت المعدل المسموح به من البعد و الانزواء حتى عرجت عن طريق الحياة".حقاً ليست الحياة كما تخيلتها كثيراً , رغم اتساعها إلا إني اشعر فيها بالضيق و تخنقني جداً , ايها الكون ليتك كنت أكثر ضئالة ربما أستطيع بلوغ منتهاك , و الإحاطة بمدارك الصغير مثلي.
أظن كثيراً؛ بأني أريد انهاء هذه الرسالة , قبل أن تكتبني دون أن تحرص على تنقيح ما أحب إخفاؤه . ليتني لم أبدأ بأول حرف مع أول شعور , فمشاعري سلسلة لا تنفك عن بعضها البعض و حين تقرر " حلقة رعناء " التخلص من قيد هرم ؛ أتوه في فضاء دون جناحين تحملني لأفق آمن . لستُ أكيدة يا قارئي المجهول , هل ستصلك الرسالة أم ستعيش كثيراً في غياهب آمالي و رغباتي للبوح بما يؤرق مناماتي الهزيلة ؟ هل ستستجدي ساعي البريد ليرأف بها و يعرها وطن ؟ ليتها تصل لو لقارئ يهوى الإطلاع و المعرفة , فربما تكون له " تجربة عابرة " تربحه بدرسٍ في الحياة ليتجنبه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق