السبت، 5 فبراير 2011

أوديب ,

. . .



كثر الضجيج فيم حولنا , برحيل " زين الدين " و ترحيل " مبارك " !
كل شيء أصبح في الحياة مخيف , و كلما تعمقنا أكثر في الحياة خفنا أكثر . حين قرأت " أوديب " استشعرت حينها بمشقة الملك و الرئاسة , هي قضية كبرى لا يقوى على توليها إلا من يهبه الله عز وجل الملائمة التامة لها .
لطالما تتكرر علي منامات كثيرة مختلفة تتفق جميعها بتفسير واحــد , تول ملك أو سلطة !
في قلبي أفرح , و بقرب قلبي كذلك . . اتوجس , فلو صدقت الرؤيا و توليت يوماً ما منصباً في احدى الادارات أو المؤسسات وأتعرض لما تعرض اليه أوديب حين أخطأ _ دون وعي _ و الزم الجميع محكامته علناً و اقتصاص الحق منه . هل يا ترى سأصمد كما صمد " أوديب " و آل به صموده لنهاية عمياء لا تفقه حتى الحب من حوله ؟
أم ماذا عساي فاعلة ؟!

كثر يحتشدون مرددون : " رؤساء لا يستحقون " حقيقة لا . . لا يهب الله الملك الا لمن يشاء , ومشيئته عز و وجل تفوق الكون حكمة و أحقية . خلقنا الباريء كلٌ في خانة تليق به , حسب تكوينه النفسي و البدني و حسب قدراته العقلية و الذهنية .
لا يستوي أيًّ منا أن يأخذ مكان الاخر ؛ فمكانه له أنسب .

حين اعتلى " أوديب " منصة المحاكمة و أمر الجميع بـ محاكمته دن ان يُرافع عنه أحد , كان بكامل قواه العقلية و أدرك بأن خطأ ما لابد من الأخذ به , و حين وجهت أصابع الاتهام تجاه " أوديب " , عاودته الغريزة البشرية و بدأ بقذف اللوم على كاهناً رسم له طريقه بالخطأ .
طبيعة بنا تهرب من العقوبة لا نستطيع مجابهتها , و لاننكر بأننا نهاب الجزاء و إلا ما أوجدنا أعذاراً و قصص تعيننا تبرير " معصية ".

حين نقف بكل جرأة و قوة ونفضح خطأنا و نبدأ بالبحث عن الجزاء من انفسنا . . تكون العقوبة أقل وطئاً , و اخف اهانة على النفس وذلك ما صحب " اوديب " حين أخبر بجرأة بأنه مخطئ , بل أنه حتى عاقب نفسه قبل أن يُعاقب .
هكذا لابد أن نكون!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق