الأربعاء، 25 أغسطس 2010

رسـالتي إلـيه :

\



.




بسم الله الذي غرس في عمق عمقي حبك و بقاؤك لي أمنية نول الرضا ,
 و سلام على وجهك الذي للغيم يشابه ,
بجوده , رقته و عطفه على بوار الأرض !
أحببت أن أخط لك أول رسالة في حياتي , سأخبرك يا أبي :
بأني رأيت الجبال الشاهقة كما أخبرتني ,

 سمعت عـواء ذئب ولم أجزع أو أُعجب فلقد تذكرت
" حكاية " سردتها على مسامعي ذات يوم و أنا أعتلي ( صدرك ) !
لازال تلويح يدك و كأنك ألآن تلوح لي لتمثل

 دور الراعي الذي يهتم لأمر بستانه , لازال " زئير الأسد "
يصدح في قلبي , فلم أحب أن أسمعه سوى من محاكاتك له !



الله يا أبي , كبيرة هي الدنيا كما أخبرتني ,

 و شاسعة لا أستطيع أن أرى نهايتها ,
فهل سيأتي يوم و أرى ؟! ربما تشهد عليّ

 خمس و عشرون سنة أخرى غير تلك التي للتو أتممتها
حينها سأكون هَرمة لا أعي !



أبي قد تكون الآن نائماً – وهذا الأرجح – و أنا أزعجك بتصارع أحرفي ,

 أعذرني لكن أحببت أن أخبرك ولا بد أن أخبرك؛ بأن الغيم سيصبح مطر ,
 و أن الضباب يهاجر كل شروق , و أن ساعة السحَر
تشبه محياك خصوصاً إذا " صليتُ بها ركعات " كما أحببت مني يا أبي !
سأخبرك بأن طفلتك كما هي ؛ لم تتغير كثيراً ؛ ربما بضع

( إنشات و كيلو غرامات فقط ! ).
كما هي تماماً تحبك , و تخاف إثر هلعك ,

 و تتنبه لـ(ـحدود حمراء ) رسمتها بفكرك!
لقد أخبرتني أمي باني أشبهك كثيراً ,

 هل تعلم , أم أنها المرة الأولى و أفشيت لك سِـراً ؟!



لقد أصبحت أحب نفسي كثيراً يا أبي !

وبتُ أخشى أن أصل ( لغرورٍ أو جنون عظمة ) ؟
أشعر و كأني تلك التي وهبتها الحياة جماليات كُثر

 بدءاً بك و انتهاءً برضاك !
فهل أعاند حب نفسي أم ماذا ؟
لكن كيف أقوى على " كره نفسي "

 و أرى العشق يتطاير من قلبك لي ؟!
الحب يتراقص بتبسمك ؟ بحرصك و خوفك عليّ ؟



لم أعتد بأنك تنهرني من فعل تفعله البتة !
فلم أجدك تنسى فرض , تهمش مؤمن , تتعالى ,

 تتفاخر , لا تكرم ضيفاً ,تكذب , تنافق , تحقد, تحيك الغدر
 أو الأذى أو حتى تأخذ ما ليس لك به حق ؟!




حقيقة , ترددت كثيراً في خط رسالتي لكْ ,

 لكني قررت مع مناسبة " اليوبيل الفضي "
, سأرسلها لك عبر نظراتي همساتي , قبلاتي ,

 عشقي الأزلي الذي يأبى الرضوخ إلا لقلبك !
لا أخفيك بأني على يقين بأنك لن تقرأها ,

 لكن سأقرؤها أنا لكْ , بإذن من أوجدني لهذه الساعة
و جعلني أخطها لك سوف أقرؤها لك , لتبتسم ؛
مدركة أنا بأنك ستبتسم , و ستقول : " هي ابنتي ! "
ولن تزيد, فكفى بك صفة و نعت لكل, مميز , نقي , جميل و أجمل !
و لتبقى راضٍ عني , حتى يقال : " رحم الله أريج ! "
ـــــــــــــــــــــــــ