الأحد، 2 أكتوبر 2011

طبيعيّ جـــداً ,

. .




أيُ معركة نحن بصدد خوضها ؟
تالله مانحن إلا حطام منجنيق لا يغني ولا يسمن من جوع !

قالت لي جدتي قبل أن تموت و أموت أيضاً : " حين تسيرين مع شقيقاتك ,
ابقوا  بقرب بعضكن حتى تتدراكوا أي خطر لا قدر الله ؛ وكي لا تفقد احداكن الأخرى "

لم نهمل هذه النصيحة , حرصنا على الإنصات لها جيداً
وحرصت هي كذلك على التذكير . .لتشعر بأنها لازالت
القوية التي تحمينا .

ماتت جدتي, ولم يتبقى منها سوى " منديل شعر " أحتفظ به
كنتُ أبكي كثيراً حين ألمحه , لكني الآن أحرص على استنشاقه
من وقتٍ لآخر . بعد وفاة جدتي أشياء كثيرة توفاها الله أيضاً .
لم نعد نخرج سوياً كشقيقات ؛ فرقتنا الحياة بازدحاماتها كلها,
وحين تسنح الفرصة لنا . . لاننفك بأن نكون كما كنا .
ماتت كذلك , كل النصائح و كل رغبة منا للتلقي .

أذكر جيداً , حين كنتُ في الخامسة من عمري,
أحب لعبة " المحاورة أو المقابلة " , لأكون بدور المذيعة
و الضيفة أيضاً , كل من يسألني عن أمنية المستقبل , أجيب
" دكتورة " , لا أعلم لمَ ؟
وما السر خلفها ؟
رغم اصرار الجميع بــ التوجه للمسار العلمي الذي
أعشق رياضته العقلية , ولأحضى بفرصة " صحية عملية "
لكن رفضتُ رفضاً شديداً , وسلكت مسار أدبي أمقت " تاريخه و جغرافيته "
قرباناً لتحقيق الحلم " لعلم النفس " .
كيف و متى , تربصت بي فكرة " لغة و أدب انجليزي "
لا موهبة أتقنها للاسترجــاع !
ربما مهارتي التي صاحبتها طيلة المرحلة الدراسية !

كثير من السنوات عشتها انتهت كُلها , بقرب " نقطة تفتيش "
متأخرة جداً عن المحطة التالية .
مجمل الأمنيات باتت تتراجع للخلف و أصبحتُ ( قــيـــد أمنيــة )
مايخيفني كثيراً , أن يمضي علي وقتاً من الزمان أكثر مما مضى
فاتسائل ؟ كيف سأكون وكيف سأتغير ؟
أشعر بأني لا أتغير , كل شيء بدأت عوامل التعرية تغزوه
وأنا راسية في مضماري اللا متحرك !
حتى أحلامي بدأت بالفرار , و أشعر بأني تلك هي ..
قالت لي امي " ملامحك ذاتها مذ سن الخامسة "
أحزنني جداً هذا الخبر المزعج , الذي يشي بأن
ذاتها .. ذات المسار
ذات النهاية أيضاً ,
قلتُ لأمي : " بدأت أعراض الزهايمر تقتص مني حقوقها
مبكراً , ولا أملك مهارة جديدة للتعامل معها يا أماه ؟! "
ضحكت  أمي وسرعان ما مررت يدها الكريمة على كتفي
لتدفعني " جبراً "لإتمام مهمة مــا .

 جدي الذي نتشابه سوياً أنا وهو
فكلانا يعاني " زهايمر " يسألني عن الساعة ست مرات في الساعة ,
لجأت لحيلة لا أتقنها الا معه , لقد حُرم المسكين من الكسور كلها ,
فلا يجد مني سوى ( الرابعة - السابعة - العاشرة - الواحدة )
أذكر ذات ليلة قال لي : " سبعة . . فقط .." اجبته بثقة " نعم " .
تهمه جداً أمر الساعة , و أنا لا يهمني أمرها ..  فماذا بيدها ستفعل ؟
كلها تتردد عليّ صبحاً و مساء متشابهة و أنا كذلك فيها .
حتى إني طيلة شهر رمضان توقفت ساعة يدي ولم احظ موتها الا
حين سألتني صديقتي , تفاجات بأنها متوقفة !
لا أذكر حقيقة متى توقفت ؟ وتيقنتُ حينها
بأني لم أرتديها لمعرفة الوقت طيلة السنين الماضية
بل لحبي لمنظرها .

سأعود لذات السؤال , أي معركة نحن بصددها ؟
معركة " جيل " أم معركة " شخص " أم معركة
تخصني و ثلة آخرون ؟

,
لاشيء سوى . .  وددت أن أهذي بطريقة مغايرة عن كُل مرة
بطريقة عفوية  أكثر بلا تنسيق و تنميق .

هناك تعليق واحد:

  1. دائماً إجعلي من نقطة الضعف .. إنطلآقه قويه
    نحو بلوغ لأمآني وتحقيق الأهداف !

    ولآ تجعلي اليأس يتملكك فتخسرين الأوّل والتالي ,

    كوني قويّه .. وامنحي نفسك الثقه !

    إمنحي نفسك الثّقه
    إمنحي نفسك الثّقه
    إمنحي نفسك الثّقه

    وأنتِ لها ,

    ردحذف