الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

ظلي الذي لا يجدني

حين أستمطرك سماءاً تدنو مني , فأرافقها بطبقاتها السبع ؛بمخاوفها و صفائها , بكل مافيهم من غيمٍ و طير جارح . أدرك دائماً بأن السماء تسكنها الأمنيات
و ترحل اليها الأرواح لـ لا مستقر . حين تكون الروح التي رحلت عن الدنيا و الأمنية التي تعني بأننا لازلنا في الدنيا بمصاحبة بعضهما البعض في ذات الملاذ ,
يكون المخبأ منصف لحد ما كما لحظة استمطاري تماماً.

- لن أندد بطهري و أصرح بسوادك , فكلانا بشر خلقه الله ليعبده كما خلق الجان من قبل. أمرنا بذات الأوامر و يتوجب علينا اجتناب النواهي ذاتها كذلك .
لن أرفرف برايتي البيضاء من كل سوء كما طهرك . .فالطين منبت لكل الأشجار المثمرة و السامة كذلك , ونحن نعيش منه و فيه و اليه نعود. تبعاً لقانون
الطين يتوجب عليّ عذرك و استباحة ذنوبك التي تشبه قبحي الكبير , فلا تنسى أن تهبني منزلة مشابهة .



- قطع البسكويت المالحة و كوب الشاي ذو القطعة الصغيرة جداً من السكر , يشبه مزاجي المتذبذب و الراكد في الان ذاته, هو مزاجي الذي أرهقت في ايجاد
طريقة مثلى لمعاملته .. هل ستقوَ أنت في إيجادها ؟ لن أكلفك مالم يكلفك الله به فوق متسعك , لا تهتم ليست بفضيلة مني بل تطبيقاً لأوامره العليّ .



- قالت لي صديقتي : أشياءاً و أخباراً مختلفة , السعيدة و الحزينة و المضحكة أيضاً كانت كثيرة, أتذكرها كلها و أقارن بينها و بيني فأجدني برهة بين تفاصيلها و
سرعان ما أهرب لفضاء خالٍ حتى مني فلا أسمع و لا أتحدث بأي شيء . التزم الصمت عادةً و أطبقه على نفسي مجبرة , فليست كل الأحاديث جميلة .
خفتُ كثيراً بأن تنصت لأحرفي فتميز أبجديتي الحمقاء التي لا تجيد غزل الجمال كما تدعيّ .



- بطبعنا البشري نحب أن نتجمل و ذات رغبة تجملت فكانت خطوتي فسيحة . .فتجملت بك , يالحماقتي . .
هل لي بكرامة تجعلني أتحرر من سرابك ؟
إلى أين سأرحل و أنت تختبئ في تفاصيلي ؟ عقيمة هي حلولي القصيرة المدى .
كنتُ كل ليل أرقي نفسي و أتعوذ من شيطانٍ جاء لعقلي قبل فؤادي , بكيتُ الليل كثيراً ساعة سماع الأيات تعلو فوق ملكوتي .
أخبروني : بأن الشفاء يبدأ ساعة الألم , فلم أقوى الشفاء . .و بتٌ عليلة .



- نافذتي البعيدة و ذاكرتك المهملة كلها تشبهني , تشبه تقاسيمي الصغيرة . أما أنت فتشبهك مُثُلي و عيوبي الكبيرة, تشبه ابتسام طريقك و ظلامه أيضاً ,
ذات الهداية , الغواية , الأمنية المرهونة على رف السنين . كلي الامح لصمودك المزعوم و ذكرياتك التي تركتها جانباً و لا زالت بك تعيش , فاكون في
بعضك . . وخزاً و ضحكاً بذات الاوان.
هل ستدنو مني نافذتي ؟ أم سأقف علي يديك لأصلها؟
أم سأظل اطالع مساحة النور التي تؤجج فيَّ الحياة , و يصاحبني الأمل لإرتقائها . . حتى لو بالقبر.



- سأتحدث كثيراً , و تتحدث عني الوجوه ؛ ستقول بعضها : حمقاء لا تعي , و أخرى ستخبر : بأني تلك الفتاة التي تخاف القطط ,
و تكره رائحة الياسمين . . انها مختلة لحدٍ ما . سأخبئ وجهي بيدي العاجزة عن الصفح , يدي المغرورة عن الحياة ؛ عن كل الأحلام الزهرية .
سألون وجهي بالمساحيق الكثيرة لأكون اكثر نضجاً ؛ فأقوى الظهور للحياة و التعامل معها , و أخجل أكثر حين يراني أبي فيظن بأني أصبحت أدرك معنى التجمل .
لا يهم , فلن أنصت لما يرددون , سأخالف القوانين و أمتطي صهوة الحياة الشاقة كثيراً , فـ خاتمة الرحيل تشبهك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق