الأحد، 11 ديسمبر 2011

فراغ قديم \ احمد سواركة

مَمْشَى في صَدر البيت
يَغرقُ مِنْ عِندِي
وجهٌ في مَجال الماضي يَذوب
وحدةٌ تَرعَى كلّ شيءٍ مِن حولِي
وتهمّ بِقطع الليل
أنَا متعامدٌ عَلى بِلاد واسِعة
فِي جِهةِ الشمالِ الشرقي مِن مكانِ الجريِمة
لأنهم يَدخلون المَقهى بِلا سترات
أو جَاذبِية
القادِم يَميلُ مَع الرِيح
بوابةُ الطريِق ممنوعة
جبالٌ في مَنطقة النِصف
مَعْ الحَرب والقَافلة والسَنة
مكان يعرفه الجميع
للأفق طريقٌ واحد
بعيدةٌ هذِه الكَف
طويلٌ هَذا الليل
وَعلَيكَ تربيعُ النَاقِصُ مِن اليوم
تَرديدُ الأغنية النَابتة في الحلْق
تَوجيهُ الرِيح للمُخيلة
فكومةً المساء قلب جربته
مجموعُ النجوم: قمر
ربيعٌ سريعٌ
يٌهلِكُ الأزهار والغضب
ليْس هَذا في نِيتي
المكانُ القَديم في النَفق
سعادةُ المَقهى فيْ الشِتاء
طريقُ البَرد الجَديدة
نهايةُ البَحر مِن أسفل
أنا مَمدودٌ مِن المَكان
أُفَتِشُ فِيْ هَذا اليومِ عَنْ جُدران
أبنِي طَريقاً مَسْموماً
أتَنَاقشُ مَعْ الفَلَسفة عَنْ الماضي
أرفَعُ حَالة الحُلم إلى السَطح
فَيتدَفق الشَهر بأيَامِه الرَتِيبة
أٌقسّم فيها أبوَاب الليِل
فَتنشَأ الحَاجَة لِلحب
يَكُونُ اللون واضِحاً وقريباً
أُعَاتِبَهُ بِقصةٍ عَن المَشي فِي التَاريِخ
فأنتَ وعيناكَ خَط فِي السماء
يتدّلى من قلبكَ كلامٌ مَفكوك
تُبرقُ الغُيوم
وَيَنزِلُ مِنها رجُل بِحالتين وقَلب
يُفتش الأرضَ والشتاء عَنْ لحظةٍ سَاخنة
يُكَوِّمُ حضارةً فِي بَاب الحُجرة
ويُفَكِرُ
علّهُ يَبنِي كَوكباً ثانٍ
هناكَ
مَعْ الرَاحِلات وأخشَاب الغَابة
يُدخِلُون موَاسِماً مُتكررة
يُجَهِزون منابتاً للرُوح
فَلا اسم للطَريِق
الأعوَام كُلها مَعرُوضة
هذا يُفسّرُ المرأة
ويُفسّرُ الشارع
وكِميْة القَرن المَاضي
وأنا لِي تِلك النَبتات المَنْزوعة
الموجةُ الهَارِبةُ مِنْ المُحيِط
وعَادَاتُ الصَيدِ والمَشِي مُنفَرداً
حَيْث الرِيح والجِذع المَائِل
فمَا هذا إلاّ مَرايا مُتَعَجِلة
نُزوعُ الضوءُ إلى مَكان
السَبب السَحِيقُ فِي تَردِيد الأغنية
وجَبهةُ اليُوم وَهي تَذوب
المَنطَقة الزَائِدة عَلى الخُلود
أجْدَادِي وَهُم يَتَقاسَمُون الأُفق
يَتَقَابَلون فِي الصَمت الذَاتي
فَتَنشَأ فِكْرتِي عَنْ النُجوم والخُرَافة
تَتَراجَعُ الرِيح
فَيأتي صَوتُ الفَراغ وَاضحاً
مملوءً بالحُب والقَسوة
كُل هَذا لَيس أنا
لأنّني مَمنوعٌ مِنْ تَحديد المَكان
أو تَحديِد
جَسَدِي الذي أكَله الفَراغ المُقيم
___________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق